للبطولة ميادين أخرى: في أواخر أيام نيابة الجراحة ، كنت على وشك أن أغادر العيادة بالمستشفى بعد أن انتهت بالفعل متجها إلى القسم المكتظ بالمرضى لأكمل سيلا من الواجبات دون توقف ، تستوقفني امرأة ثلاثينية تحمل ابنها البالغ من العمر سنة واحدة وتسأل عن طبيب الجراحة _ عايزة دكتور الجراحة ليه ؟ _ عشان يكشف لي ع الواد _ العيادة خلصت يا ماما ، مجيتيش من الصبح ليه _ ردت بتلقائية : مهي دي المفروض مستشفى ، الدكاترة هتروح فين يعني كان ردها كفيلا باستثارة حفيظتي واستدعاء كل معاني كراهية الاستهتار بالمواعيد لأخبرها بوضوح أن تحضر فى الصباح الباكر وتقفي في دورك لتحصلي على تذكرة حتى تتمكني من الكشف سكتت المرأة سكوتا يعني إذعان المكره ، وقفت فى مكانها بضعة ثوان بدا عليها خلالها الحيرة ثم قالت بضحكة اللا مبالي ، ماشي بكرة بكرة وحملت وليدها على خصرها كما تعتاد نساء الارياف ان تفعل صعدت أنا إلى عملي بالقسم مرتاح البال ، وبدأت بمباشرة عملي ، لا يجب أن يعكر صفو يومي هذا الرد المستفز من تلك المرأة ، ثمة أمور أكبر تنتظرني كفيلة بتعكير صفو يومي فى اليوم التالي ، فى عيادة الجراحة ، وقبل انتهائها بقلي...